في ذكرى الانهيار الكبير…إرث الاتحاد السوفياتي في العالم العربي

سامي مروان مبيّض (المجلة، 24 كانون الأول 2023)

فيما كان العالم مشغولا باحتفالات عيد الميلاد عام 1991، كان العلم السوفياتي يُنزل عن قبة الكرملين للمرة الأخيرة، ليحل محله علم روسيا الذي نعرفه اليوم. وفي اليوم التالي، أعلن مجلس السوفيات الأعلى، أو ما تبقى منه، حل الاتحاد السوفياتي رسمياً. واستقال الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف من منصبه في 25 ديسمبر/كانون الأول 1991، وتنازل عن السلطة لخليفته بوريس يلتسين البالغ من العمر 59 عاماً.

استقبل العالم العربي تلك الأخبار بمشاعر متضاربة. وكان معظم الناس يعيشون حالة من الذهول وعدم التصديق. ولكن بعض الزعماء اعتبروا ذلك نعمة لهم، وبينهم كان الرئيس المصري حسني مبارك الذي كانت بلاده قد انفصلت منذ فترة طويلة عن السوفيات ووضعت نفسها في فلك الولايات المتحدة. وكان الرئيس السوري حافظ الأسد قد توقع تلك النهاية وانفتح على الولايات المتحدة بعد سنوات من العداء، وانضم إلى التحالف الذي قادته الولايات المتحدة لتحرير الكويت، بعد أن أدرك أن الاتحاد السوفياتي على وشك انهيار كبير. لم تذرف المملكة العربية السعودية دمعة واحدة على الإمبراطورية الشيوعية، على الرغم من أنها كانت أول دولة تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع موسكو منذ عام 1926. ولكن العلاقة بينهما بدأت تتدهور عندما بدأ السوفيات بتشجيع الشيوعية، وبالتالي تشجيع الإلحاد في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي. وحاول السوفيات إصلاح العلاقات مع الرياض في مارس/آذار 1938، لكن الملك عبد العزيز رفض ذلك، وقُطعت العلاقة بين البلدين ولم تُستعد إلا في سبتمبر/أيلول 1990، أي قبل 15 شهراً من انهيار الاتحاد السوفياتي.

ولم يكن أحد يتوقع أن يتم الانهيار بتلك السرعة، ولا حتى صانعو السياسة في الولايات المتحدة، مع أن وزير الخارجية جيمس بيكر كان قد تلقى مذكرة داخلية في 25 أكتوبر/تشرين الأول 1991 جاء فيها أن “الاتحاد السوفياتي الذي نعرفه لم يعد موجوداً. يجب أن ينصب هدفنا على جعل الانهيار سلمياُ قدر الإمكان.” وفي كتاب الدبلوماسية قال هنري كيسنجر الذي أمضى حياته في العمل من أجل تفكيك الاتحاد السوفياتي: “لقد انهارت الإمبراطورية السوفياتية على نحو أسرع من تمددها المفاجئ خارج حدودها.”

تمثل آخر تدخل سوفياتي جدّي في الشؤون العربية في ترؤس غورباتشوف والرئيس الأميركي جورج بوش الأب مؤتمر مدريد للسلام عام 1991. وكان من الواضح أن حضور غورباتشوف كان رمزياً فقط

 

 

أما بالنسبة للعرب، حلفاء روسيا منذ عهد طويل، مثل الرئيس العراقي صدام حسين والعقيد معمر القذافي في ليبيا، فيبدو أنهم كانوا متشبثين بقناعتهم الخاطئة بأن السوفيات، الذين استطاعوا في الماضي التغلب على كثير من التحديات، كانوا قادرين على الصمود في وجه تحديات ذلك الزمن أيضاً. وبالفعل، اجتاز الاتحاد السوفياتي الحرب العالمية الثانية وسنوات العزلة التي قادتها الولايات المتحدة في ظلّ الحرب الباردة، وتمكن من تجاوز وفاة جوزيف ستالين عام 1953 وحوّل نفسه إلى قوة عظمى. آخر تدخل سوفياتي في الشؤون العربية كان يوم ترؤس غورباتشوف والرئيس الأميركي جورج بوش الأب مؤتمر مدريد للسلام في 30 أكتوبر/تشرين الأول 1991. ولكن كان من الواضح لجميع الموجودين في القصر الملكي في مدريد أن حضور الزعيم السوفياتي كان رمزياً، وأن كل قرارات المؤتمر المصيرية كانت تصدر عن الجانب الأمريكي وليس عن غورباتشوف. وليس هناك ما هو أبلغ من رسالة التطمينات الخاصة التي أُرسلت إلى الفلسطينيين لإقناعهم بالحضور ضمن وفد أردني؛ إذ وقع الأميركيون وحدهم على تلك الرسالة من دون الروس.

التزمت الصحف العربية الرسمية الصمت إزاء الثورات المتتالية التي حدثت في الدول التي كانت تدور سابقاً في الفلك السوفياتي، وعندما كانت تُغطيها، كانت تصف تلك الثورات بأنها “مؤامرة من صنع الولايات المتحدة.” لم تعلق لا على انفصال إستونيا عن الاتحاد السوفياتي يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني 1991، ولا عن انفصال ليتوانيا وجورجيا. وكانت كازاخستان آخر دولة أعلنت استقلالها في 16 ديسمبر/كانون الأول، أي قبل عشرة أيام من انهيار الاتحاد السوفياتي، وكان جدار برلين قد سقط في نوفمبر/تشرين الثاني 1989، ونتج عنه إعادة توحيد الألمانيتين. التلفزيونات العربية لم تأت على ذكره كل هذه الأحداث إلا في وقت لاحق، بعد أن أصبحت أمراً واقعاً لا رجعة فيه.

تجاهل العرب التحذيرات والإشارات

كان السوفيات على مدى أشهر يرسلون إشارة تلو أخرى لحلفائهم العرب بهدف التقليل من توقعاتهم من الاتحاد السوفياتي، قائلين إن أيام الرعاية الكبرى قد ولّت. وعندما التقى غورباتشوف بالزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في نوفمبر/تشرين الثاني 1987، قال له بصراحة: “لقد انخرطنا في الكثير من المنافسة والمواجهات مع الولايات المتحدة بشأن الشرق الأوسط. لقد انتهت تلك المرحلة الآن.” ابتسم عرفات ويبدو إنه لم يستوعب الرسالة، وكانت موسكو قد افتتحت مكتباً لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1976، ومنحته صفة دبلوماسية في نوفمبر/تشرين الثاني 1978. كما تواصل غورباتشوف مع أصدقاء الولايات المتحدة العرب مثل العاهل الأردني الملك حسين، الذي استُقبل في موسكو في ديسمبر/كانون الأول 1987، وتلاه الرئيس حسني مبارك في مايو/أيار 1990، وقد حصل الأخير على إعادة جدولة للديون المصرية، بإجمالي 3 مليارات دولار أميركي، وهي الديون المتراكمة منذ أيام الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر. كما زار وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل موسكو مرتين، في يناير/كانون الثاني 1988 وسبتمبر/أيلول 1990، وأعاد تأسيس العلاقات مع الكرملين بعد الانسحاب السوفياتي من أفغانستان، وقد رافق التبادل الدبلوماسي قرض سعودي بقيمة 4 مليارات دولار، وذلك بهدف إنقاذ الاقتصاد الروسي من حالة الركود.

ومن ثم جاء اللقاء التاريخي الذي عُقد بين غورباتشوف ووزير الخارجية العراقي طارق عزيز في موسكو يوم 5 سبتمبر/أيلول 1990، بعد مُضي شهر واحد من غزو الكويت. قال غورباتشوف: “نعلم أن الولايات المتحدة مستعدة للجوء إلى القوة إذا تعرضت مصالحها للتهديد، ونحن في الاتحاد السوفياتي لا نستطيع أن نفعل أي شيء لمنع ذلك.” صُدم طارق عزيز وقال: “كنا نتمنى أن تقفوا إلى جانبنا، معنوياً على الأقل.”هز غورباتشوف كتفيه ونظر في الاتجاه الآخر. لم يكن لديه المزيد ليقوله.

ومع ذلك، رفض الكثير من العرب تصديق أن الإمبراطورية السوفياتية الجبارة التي علّقوا عليها الكثير من الآمال، كانت تقترب من النهاية. وفي أكتوبر/تشرين الأول من عام 1989، عقد غورباتشوف مؤتمراً في موسكو بعنوان “البيريسترويكا والعالم الثالث،” أوجز فيه أمام الحلفاء الوضع الصعب الذي تمر به بلاده، على أمل أن يتفهموا ذلك. وشرح أحد الأكاديميين الحالة الرهيبة التي كان يمر بها الاقتصاد السوفياتي، فرد عليه الزعيم الفلسطيني جورج حبش قائلاً: “لقد أنجزتم الكثير وهذا يجب أن يكون مدعاة فخرٍ بالنسة لكم. أنتم تقللون من قيمة ما أنجزتموه، وتفقدون الثقة في قدراتكم عندما تتراجعون عن حقكم في أن تكونوا إحدى القوتين العظميين.”

يلتسين والعرب

وبحلول ديسمبر/كانون الأول 1991، أصبح من الواضح للجميع أن الاتحاد السوفياتي قد أصبح من الماضي، وأن دولة جديدة قد ظهرت في موسكو بقيادة بوريس يلتسين، الغريب يومها عن العالم العربي. وفي عهده انسحبت موسكو من الوطن العربي وأولت ما يحدث في فنائها الخلفي اهتماماً أكبر من اهتمامها بالشرق الأوسط. وعلى الرغم من أن يلتسين أعطى الأولوية لفتح صفحة جديدة مع الغرب، إلا أنه أدرك، في وقت مبكر من ولايته، أهمية العالم الإسلامي، إذ إن ستاً من الدول الجديدة الأربع عشرة التي ظهرت على حدوده كانت دول مسلمة. بالنسبة إلى يلتسين، كان هناك 25 مليون مواطن روسي ما زالوا يعيشون في هذه الدول، وللتعامل مع سكانها المسلمين، كان بحاجة إلى الدول الإسلامية المؤثرة فلجأ إلى إيران وتركيا، بدلاً من الحلفاء التقليديين مثل سورية وليبيا والعراق.

إيران وتركيا: صديقتا روسيا الجديدتان

أصبحت إيران وتركيا فجأة من أقرب أصدقاء موسكو في المنطقة، وساعدتا روسيا في الشيشان وفي الحرب الأهلية في طاجكستان. وكان الرئيس الإيراني هاشمي رفسنجاني حريصاً على عدم إثارة غضب الروس عندما أخّر الاعتراف باستقلال أذربيجان إلى ما بعد التفكك الرسمي للاتحاد السوفياتي، ونأى بنفسه عن حرب الشيشان الأولى التي بدأت في ديسمبر/كانون الأول 1994. ساعد الروس في التوصل إلى تسوية سياسية في طاجكستان، وتعاون معهم ضد حركة طالبان في أفغانستان، ولكن عندما اشتد القتال في الشيشان، شعر الإيرانيون بأنهم مجبرون على توجيه المزيد من الانتقادات للسياسة الروسية، في حين استمروا في التأكيد على أن الشيشان شأن روسي “داخلي.”

أما تركيا فكانت أكثر انتقاداً من إيران، ولكنها حرصت أيضاً على عدم تجاوز الخط الأحمر الذي رسمه يلتسين، إذ إن التجارة بين البلدين بلغت رقماً هائلاً تراوح بين 10 إلى 12 مليار دولار سنوياً بعد عام 1991. وفي بداية الانهيار السوفياتي، حاول الرئيس التركي تورغوت أوزال توسيع نفوذ بلاده في أذربيجان، في حين تعهد بتقديم أكثر من مليار دولار من القروض للدول السوفياتية المستقلة حديثاً في آسيا الوسطى. وبدأ الأتراك بالاستثمار في الخدمات المصرفية والتعليم والنقل في الجمهوريات السوفياتية السابقة والتيكانت  تضم عدداً كبيراً من المسلمين، ولكنه توقف بسبب مبادرات يلتسين التكررة تجاه أنقرة. أُغريت شركات البناء التركية في الدخول إلى روسيا الجديدة، وأشترت أنقرة الغاز الروسي والمعدات العسكرية التي رفض الأميركيون بيعها إلى تركيا، ومن ضمنها المروحيات التي كانت واشنطن تخشى من استخدامها ضد الانفصاليين الأكراد.

يلتسين وإسرائيل

بالتوازي مع التحالف الجديد الذي نشأ مع كل من تركيا وإيران، تواصلت روسيا مع إسرائيل واستأنفت العلاقات الدبلوماسية معها قبل شهرين من انهيار الاتحاد السوفياتي. أرسل غورباتشوف القائم بأعمال وزارة الخارجية بوريس بانكين إلى المنطقة لشرح موقف بلاده الجديد من إسرائيل، قائلاً له: “إن عرفات والقذافي يسميان نفسيهما صديقين لناً، ولكن هذا فقط لأنهما يحلمان بعودتنا إلى الماضي.” ولكن العلاقة بين موسكو وتل أبيب بقيت متوترة، وعلق وزير الخارجية الإسرائيلي موشيه أرينز عشية مؤتمر مدريد قائلاً: “بعد الأحداث التي شهدتها أوروبا، صار لا بد من إعادة التدقيق في فكرة أن الاتحاد السوفياتي لا يزال قوة عظمى مساوية للولايات المتحدة.”

وبعد أن كانت إسرائيل قد تعرضت للانتقادات لاذعة من موسكو بسبب قمعها للشعب الفلسطيني، أصبحت الشريك التجاري الأول لروسيا في الشرق الأوسط. وفي 24 أبريل/نيسان 1994، زار رئيس الوزراء إسحق رابين موسكو، ووقع 6 اتفاقات في مجالات نقل التقنية والثقافة والتعليم والطب والسياحة. وفي أكتوبر/تشرين الأول 1995، نُقل عن نائب وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي ديان قوله: “لدينا ثقة كاملة في روسيا.” بلغ التبادل التجاري بين البلدين أعلى مستوى، ناهز 500 مليون دولار، ودعمت إسرائيل موسكو في الشيشان، وفي المقابل، عندما اندلعت الانتفاضة الثانية في سبتمبر/أيلول 2000، صوت المشرعون الروس في مجلس الدوما على إلقاء اللوم على “القوى المتطرفة” بدلاً من الإسرائيليين، ولم يدينوا العنف الإسرائيلي داخل المسجد الأقصى وفي محيطه.

العراق

ثم جاءت سؤال ما الذي ينبغي فعله بالنسبة للعراق، وهو البلد الصديق التاريخي لموسكو، ولكن يلتسين قرر التخلي عنه من أجل إرضاء الأميركيين وإيران. وكان العراق قد وقع معاهدة صداقة مدتها 15 عاماً مع الاتحاد السوفياتي في عام 1972، ما أدى إلى توتر في العلاقات الثنائية مع واشنطن. تصرف السوفيات بحسن نية، وأرسلوا أسلحة ومئات من المستشارين إلى بغداد، ولكن في عام 1978، بدأ صدام حسين، نائب الرئيس آنذاك، حملته على الشيوعيين العراقيين، وهو الأمر الذي أشار إلى تحول باتجاه الولايات المتحدة قبل عام واحد من حلوله رسمياً محل الرئيس أحمد حسن البكر.

وعلى الرغم من أن العلاقات بين بغداد وموسكو كانت آنذاك في طريقها للإصلاح، إلا أن الاتحاد السوفياتي لم يُستشر بشأن غزو الكويت يوم 2 أغسطس/آب 1990. دعم الاتحاد السوفياتي قرار الأمم المتحدة باستخدام القوة – إذا لزم الأمر – لفرض حظر على الأسلحة المتجهة إلى العراق، وكتب وزير الخارجية السوفياتي إدوارد شيفرنادزه في مذكراته: “الآن، وقد بُني نظام عالمي جديد يقوم على التعاون والتفاعل، فإن ارتكاب عمل عدواني يعني الانتحار. ولم يكن من الممكن لصدام حسين أن لا يفهم ذلك.” ذهب يلتسين أبعد من ذلك في دعمه للعقوبات التي فُرضت على العراق، وأرسل سفينتين حربيتين إلى الخليج العربي للمساعدة في فرض الحصار الأمريكي. وفي مقابل دعم قرار الأمم المتحدة، كوفئ يلتسين من الكويت، وبقرض من المملكة العربية السعودية بقيمة 4 مليارات دولار.

وفي يونيو/حزيران 1993، أيد وزير خارجيته أندريه كوزيريف القصف الأميركي للعراق رداً على محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس السابق بوش خلال زيارته للكويت، قائلاً: “لا يمكننا أن نعتبر مطاردة الرؤساء، وحتى الرؤساء السابقين، أمراً طبيعياً. إن التسامح مع هذا سيكون بمثابة تأييد لسياسة إرهاب الدولة.” وسرعان ما دخل الوزير ويلتسين في مواجهة مع أعضاء مجلس الدوما، عندما صوتوا بأغلبية ساحقة في 21 أبريل/نيسان 1995 لرفع العقوبات عن العراق. جادل المشرعون بأنه ما لم تُرفع العقوبات، فإن روسيا لن تستعيد مبلغ 7 مليارات دولار أميركي مستحقة على العراق منذ المرحلة السوفياتية. واغتنم صدام حسين الفرصة، وأغرى إدارة يلتسين بالعودة إلى العراق بعقود نفطية، واستُدعيت شركة “لوك أويل” الروسية لتطوير حقل غرب القرنة النفطي، مع الاحتفاظ بنسبة 75 في المئة من الأرباح، دون الاضطرار إلى دفع الضرائب للحكومة العراقية.

التصرف كقوة عظمى

طوال فترة التسعينات، واصلت روسيا التصرف كقوة عظمى، غير قادرة على التخلي عن تاريخها السوفياتي، في حين لم تقدم الرعاية والدعم اللذين تقدمهما القوى العظمى للدول الصديقة والمتحالفة معها. اظل الشيوعيون العرب متفائلين بأنهم سيشهدون ولادة جديدة للاتحاد السوفياتي، وبعد أشهر من رئاسة يلتسين، قال رئيس الحزب الشيوعي السوري خالد بكداش: “إن إعادة ميلاد الاتحاد السوفياتي لن تكون سهلة، ولكنها ممكنة. لن يعود الاتحاد السوفياتي كما كان، لا من الناحية الرسمية ولا من ناحية البنية، لكن الدول التي شكلته ذات يوم يمكنها أن تتحد في إطار شيء أكثر حداثة.”

وفي أكتوبر/تشرين الأول 1992، كتب وزير الخارجية كوزيريف أن روسيا “محكوم عليها بالبقاء” قوةً عظمى، وكان خليفته يفغيني بريماكوف عضواً في الاستخبارات السوفياتية ويتمتع بخبرة كبيرة في الشؤون العربية، ويدعو إلى عالم متعدد الأقطاب وإلى إقامة علاقات أقوى مع الصين والهند وحلفاء الاتحاد السوفياتي السابقين في العالم العربي. بدأ بإعادة روسيا إلى الشرق الأوسط، وهي السياسة التي اتبعها لاحقاً فلاديمير بوتين، الذي ورث الكرملين من يلتسين عام 1999 وورث معه معظم بلدان الشرق الأوسط منذ عام 2015.

***

 

 

 

0 ردود

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *