إسرائيل هددت بـميونيخ ثانية… من هم أبرز من اغتالتهم قبل العاروري؟

سامي مروان مبيّض (2 كانون الثاني 2024)

في 3 ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال رونين بار، مدير جهاز الأمن الإسرائيلي شاباك: “الحكومة وضعت لنا هدف القضاء على حماس،” مذكراً كيف ردت بلاده على مقتل الرياضيين الإسرائيليين في دورة الألعاب الأولمبية في مدينة ميونيخ الألمانية سنة 1972. منفذو عملية ميونيخ آنذاك كانوا أعضاء في منظمة أيلول الأسود، وأدت عمليتهم الشهيرة إلى سلسلة من الاغتيالات الانتقامية من قبل إسرائيل، طالت عدداُ من الشخصيات الفلسطينية حول العالم. قال رونين بار إنه سيلاحق عناصر حركة حماس “في كل مكان… في غزة… في الضفة الغربية… في لبنان… في قطر. سيستغرق الأمر بضع سنوات.”

في المرة الأولى وفي أعقاب ميونيخ 1972، استغرق الرد الإسرائيلي سنوات طويلة، وكان قاسياً ومؤلماً، أفقد الحركة الوطنية الفلسطينية أفضل شبابها، من حركة فتح والجبهة الشعبية، وصولاً إلى الجهاد الإسلامي. تنوعت أساليب الرد وأهدافه وجغرافيته، بين باريس وروما وبيروت وتونس. وفي الثاني من يناير/ كانون الثاني اغتالت اسرائيل باستهداف جوي صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، فهل نحن فعلاً أمام “ميونيخ 2024؟”

 

أ ف ب

الامين العام لحزب الله حسن نصرالله بين نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري (يمين) والأمين العام لالجهاد الاسلامي زياد نخالة في الضاحية الجنوبية لبيروت في 3 سبتمبر 2023

صالح العاروري

قتل صالح العاروري الثلاثاء في ضربة إسرائيلية استهدفت مكتباً للحركة الفلسطينية في الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد 88 يوماً على بدء الحرب في قطاع غزة. ولم تعلّق إسرائيل على العملية التي وقعت في معقل حزب الله. لكن الناطق باسم الجيش الاسرائيلي دانيال هاغاري قال في مؤتمر صحافي: “الجيش في حالة تأهب (…) دفاعاً وهجوماً. نحن على أهبة الاستعداد لكل السيناريوهات،” بدون التعليق بشكل مباشر على مقتل العاروري، أحد مؤسسي كتائب عز الدين القسام.

وقد أمضى العاروري سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية، الى أن أفرج عنه في العام 2010، وأبعدته إسرائيل عن الأراضي الفلسطينية، وكان مقيماً في لبنان. وقد دمّر الجيش الإسرائيلي منزله في قرية عارورة في الضفة الغربية المحتلة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

غسان كنفاني

 

أشهر ضحايا إسرائيل من المفكرين العرب، كان أحد رموز الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، قُتل بعبوة ناسفة زُرعت خلف صدام سيارته “الأوستن” في بيروت يوم 8 يوليو/تموز 1972. جاء اغتيال غسان كنفاني قبل عملية ميونيخ بأشهر، وكان رداً على عملية مطار اللد قبل شهرين، التي نفذها مسلحون من الجيش الأحمر الياباني بتمويل وتخطيط من الجبهة الشعبية.

وائل زعيتر

 

ثاني أشهر ضحايا حقبة السبعينات، اغتيل في العاصمة الإيطالية روما يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول 1972، حيث كان يعمل ممثلا لمنظمة التحرير الفلسطينية. فرّغ عنصر الموساد 11 طلقة في جسد وائل زعيتر، رداً على عملية ميونيخ، ومنعت إسرائيل دفنه في نابلس، فنقل جثمانه إلى دمشق ليدفن في مخيم اليرموك.

محمود الهمشري

 

من ألمع شباب فتح، وممثل منظمة التحرير في باريس، اغتيل محمود الهمشري بمتفجر زرع في هاتف منزله وسط العاصمة الفرنسية. استدرج خارج المنزل من قبل عميل للموساد ادعى أنه صحافي إيطالي يريد إجراء حوار معه، وفي أثناء غيابه، زُرعت القنبلة في داره، وانفجرت بحضوره يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 1972. أصيب إصابات بالغة نُقل على أثرها إلى المستشفى، ليفارق الحياة يوم 9 يناير/كانون الثاني 1973. اتهمته إسرائيل بالمشاركة في منظمة أيلول الأسود، ورئاسة فرعها في فرنسا.

كمال عدوان، كمال ناصر، ومحمد النجار

 

كمال ناصر (يسار)، كمال عدوان، محمد يوسف النجارقُتلوا في عملية كوماندوز شهيرة نفذتها إسرائيل في 10 أبريل/نيسان 1973.

جميعهم كانوا متهمين بالضلوع في عملية ميونيخ، وكان كمال عدوان عضواً في لجنة فتح المركزية، وقائداً لعملياتها في الضفة الغربية. كما كان كمال ناصر ناطقاً باسم منظمة التحرير، ورئيس تحرير مجلة فلسطين الثورة. أما محمد يوسف النجار فهو عضو اللجنة التنفيذية في حركة فتح، وضعته إسرائيل تحت المراقبة مع رفيقيه، وأرسلت عميلة إلى بيروت لتتبعهم تحت غطاء البحث عن معلومات عن حياة الأرستقراطية البريطانية هستر ستانهوب التي عاشت في المنطقة في القرن الثامن عشر. استأجرت العميلة شقة مقابل عمارة القادة الفلسطينيين في شارع فردان، وراقبتهم من نوافذها، وسجلت وصورت كل تحركاتهم، وفي 9 أبريل/نيسان 1973 جاء فريق الكوماندوز لقتلهم، وكان من ضمنه إيهود باراك الذي أصبح بعد سنوات رئيساً للحكومة الإسرائيلية. وكان محمد يوسف النجار يقطن في عمارة قريبة جداً من عمارة زميليه، وقُتل في غرفة نومه، أما كمال عدوان وكمال ناصر فقد قاوما الإسرائيليين، قبل أن يستشهدا.

وديع حداد

 

أحد مؤسسي الجبهة الشعبية، ومن الرموز التاريخية للمقاومة الفلسطينية، اغتيل الدكتور وديع حداد بطريقة غير اعتيادية عبر سم دُس في علبة شوكولاته، قضت عليه في 28 مارس/آذار 1978. اتهمته إسرائيل بأمور عدة، كان من ضمنها عملية خطف طائرة خطوط فرنسية في يونيو/حزيران 1976، في رحلتها بين باريس وتل أبيب، وتحويل مسارها إلى ليبيا أولاً، ومن ثم إلى أوغندا. عند وفاة وديع حداد أُشيع أنه مات بسرطان الدم، ولكن في سنة 2006، صدر كتاب للباحث الإسرائيلي آرون كلاين جاء فيه تأكيد بأنه مات مقتولاً، وأن الموساد وحده هو المسؤول عن تصفيته. ثم جاء الصحافي الاستقصائي الإسرائيلي رنين بيرغمان قبل خمس سنوات ليؤكد ما قاله زميله، بأن وديع حداد مات فعلاً بالسم، ليس في علبة شوكولاته بلجيكية بل في معجون الأسنان الذي كان يستعمله، مضيفا أن الموساد دس السم في العبوة، بعد تصنيعها لأجله في مخابر إسرائيل.

علي حسن سلامة (أبو حسن)

 

مؤسس وحدة المغاوير المعروفة بالقوة 17 المسؤولة عن أمن ياسر عرفات، اغتيل علي حسن سلامة في بيروت يوم 22 يناير/كانون الثاني 1979. أحد أشهر قادة الموساد ميشيل هراري تولى عملية تصفية من عرف يوما بـ”الأمير الأحمر”، وأرسل عميلة سرية إلى بيروت لمراقبة تحركاته، ادعت أنها تعمل لصالح إحدى المنظمات الدولية غير الحكومية، المعنية بأطفال المخيمات الفلسطينية في لبنان. اغتيل سلامة وهو في طريقه لحضور عيد ميلاد أمه عبر تفجير سيارة فولكسفاغن قريبة من بيته محملة بـ100 كيلوغرام من المتفجرات. وصل إلى مستشفى الجامعة الأميركية حيا قبل أن يفارق الحياة في غرفة العمليات.

 

أبو جهاد، الأشهر بين زعماء فتح، قُتل على يد الموساد في منزله بتونس في 16 أبريل 1988

 

 

خليل الوزير (أبو جهاد)

 

الأشهر بين زعماء فتح والذي ظن كثيرون أنه سيخلف ياسر عرفات في قيادتها، قُتل على يد الموساد في منزله بتونس صباح يوم 16 أبريل/نيسان 1988. جاء مقتله انتقاماً من ماضيه الطويل في المقاومة الفلسطينية، وتحديدا لدوره المحوري في الانتفاضة الأولى التي كانت نيرانها لا تزال مشتعلة منذ ديسمبر/كانون الأول 1987. أمر رئيس وزراء إسرائيل إسحاق شامير بتصفيته، وكلف إيهود باراك – المسؤول عن اغتيالات بيروت 1973 – بالمهمة. بغطاء جوي وصلت فرقة الكوماندوز الإسرائيلية إلى شواطئ تونس، وتوجهت إلى مكان إقامته. توقف أحدهم مع الحارس، وادعى أنه سائح يبحث عن إرشادات سياحية، وأخرج من جيبه خريطة. وقُتل الحارس بينما كان يقرأ فيها، ودخل الإسرائيليون دار خليل الوزير بأسلحتهم ليقتلوا عدداً من المستخدمين والمرافقين، وصولاً إلى أبي جهاد، الذي مُزق جسده باثنتين وخمسين طلقة تشفياً وانتقاماً.

عاطف بسيسو

 

أحد مسؤولي التواصل الأمني بين منظمة التحرير وأجهزة المخابرات الغربية، اغتيل عاطف بسيسو في العاصمة الفرنسية باريس مساء يوم 8 يونيو/حزيران 1992. كان عائداً إلى الفندق بعد عشاء مع أصدقاء لبنانيين عندما أوقفه عنصر الموساد، وأطلق ثلاث رصاصات في رأسه.

فتحي الشقاقي

الأمين العام المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي، استشهد فتحي الشقاقي على يد الموساد أمام فندق الدبلومات في بلدة سليمة في مالطة يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 1995. كان في طريق عودته من ليبيا إلى دمشق يوم أطلق اثنان من عناصر الموساد النار عليه، وأردياه قتيلاً.

0 ردود

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *